Wednesday, 15 April 2015

في لحظة انتظار !


                     


كم مرة  في حياتك التقيت بشخصٍ ، كنت تعرف أنك لن تلتقيه مجدداً و رغم أنه لم يسبق لك لقاءه بدأت في سرد الكثير من تفاصيل حياتك  ، وأخبرته عن قصص كثيرة لا يعرفها غيرك عنك،واستمعت لنصائحه بحب ، و دافعت عن غلطاتك التي رويتها له وتقبلت رأيه في كل ذلك و ربما لم تفعل .
كنت تماماً كأنك تتحدث مع قريب، وعندما انتهى اللقاء الذي جاء صدفة ، رحل كل منكما دون أن تقولا  وداعاً ، رغم أنكما كنتما تدركان أنه الوداع ، وأن حكاياتك التي رويتها قد استودعت قلب شخصٍ ستغبيه الحياة بعد قليل !!

حدث لي ذلك كثيراً ، ربما لأنني  أسافر غالباً بمفردي ، كما أن طبيعة شخصيتي  تتيح لي أن أبادر بالحديث إلى الغرباء ، الذين أجدهم بمفردهم يطالعون الفضاء في لحظة تملل !

لكل من التقيته في محطة قطار ، في موقف انتظار ، في رحلة عبر مطار ، وفضفضت له عن غربتي ، و حكيت له قصتي وأخبرته عن إنسانية أمي و رجاحة عقل والدي ، وعن عالمي وما يقلقني وما يفرحني ، شكراً لأنك كنت هناك لتسمعني ، شكراً لأنك قدمت لي اهتماماً أكبر من معرفتك بي ، أدرك أنه ربما لن نلتقي يوماً ، لكن لقاء ذلك اليوم بما أحيط به من قرب ، كافٍ كي يرافق قلبي و ذاكرتي عمراً .



شكراً 


No comments:

Post a Comment

من شرفة محطة الرمل !

من شرفة محطة الرمل . تونس المحروقي إهداء إلى : • الفتاة التي كانت تبيع حقائب الأجهزة الإلكترونية في محل متواضع ...