إهداء : إلى زميلة الغربة التي جاء الصباح بدونها بعد قرارها ليلاً أن لا تكمل حياتها بدون حلمها التي أقسمنا لها مراراً أنه لا يستحقها !
كوني في عالمك الآخر بخير جداً.
قالت في رسالة طويلة في وقت متأخر جداً من الليل : توقفت عن الإعتناء بأحد ، عن الاستماع لقصصهم البائسة والساذجة وغير المكتملة والتي لا تكتمل وتدفعهم للبكاء طويلاً أمامي وقيامي بتحمل عواقب تلك الصدمات وكأنني من تلقيتها !.
توقفت عن القيام بدور القريبة الحاضرة دائماً كي تخفف حجم الأحزان ، وينساها أحبتها عندما يفرحون ، ويتعللون بأنهم اعتقدوا بأنها مشغولة ، وما اعتقدوا ذلك حين أرادوا قلبها ليجفف دموعهم
توقفت عن جعل هاتفي مفتوحاً حينما أنام كي لا تتأزم حياتهم في نومي ولايجدونني، أصبحت أغلقه وأنام قريرة العين.
أشاهدهم يرسلون رسائل كثيرة يخبرونني ماذا فعلوا في أيامهم التي توالت بدوني ، لكني لا ألتفت ، فقدت شغفي وفضولي في أن أعرف موضوعاتهم المفضلة التي تشغل تفكيرهم في الوقت الراهن!
توقفت عن السؤال عن الغائبين ، عن انتظار رسائلهم ، عن معاتبتهم ، وعن الحزن طويلاً مساءً لأني اعتقدت أن أحداً ممن ضيعت يومي في محاولة حل مشكلاتهم سيتذكر أن يشكرني عميقاً قبل أن ينام، توقفت عن الطيبة ، وفي مصطلح أدق توقفت أنا عن السذاجة!
كتبت هذه الرسالة ، وتناولت ما تبقى من حبوب مزدحمة في علبة صغيرة أحضرتها من صيدلية صغيرة تلاصق الجامعة كي تقضي على نوبات الإكتئاب التي أصبحت تزورها كثيراً، وأغمضت عيناها ومضت إلى قدرها الذي لا يعرف تفاصيله أحد !!
تونس المحروقي
1 نوفمبر 2017
الخوض / مسقط
No comments:
Post a Comment