Saturday, 5 August 2017

لا تمرض يا صديقي




لا تمرض ياصديقي 

لا تبتعد عن الجميع

لا تكتئب 

لا تنزوي  

لا تهجر العالم 

وتكتئب

لاتنهي الحياة في عينيك

وتصمت

وتكتئب 

فأنا ياصديقي

مازال لدي الكثير لأخبرك عنه

حكايات لا تنتهي أود أن اكتبها لك

لك وحدك 

سيل من المشاكسات مازالت بحوزة قلبي

لأسكبها في لحظاتك

وجعي الذي لا أطلعه لغيرك

سأشغلك به

فرحي الساذج الذي تضحك دائماً من بساطة أسبابه

من سيقرأه في اعتزالك ؟

من سيتندر عليه ؟

 

أدرك ياصديقي أنك تتوجع

وأعرف أنك تكتم ذلك

ولا تخبر أحداً به ولا حتى لقطك المدلل الذي يلتصق بك في كل مرة يشعر بوحدتك!

أعرف أيضاً أن توقعات البشر عنا قد تمنعنا عن التعبير بحرية عن أوجاعنا

عن لحظات ضعفنا

عن أن نحزن بكلمات مكتوبة يقرأها الجميع

أعرف ذلك جيداً

دون أن تخبرني

دون أن اسألك

لكن أرجوك لا تمرض

لاتكتئب

لاتذهب لذلك الغار 

حيث لا أحد إلا نفسك 

وحبوب تهدئتك 

وسيل من دموع مختنقة تنهمر بداخلك 

لاتذهب إلى هناك

قل لي أنا وحدي  

مابالك ؟

ماذا يحزنك ؟

هل جرحك أحد ما ؟

لا تكتم في داخلك الألم  

لا تتظاهر بالقوة حفاظاً على مظهرك

ومدن داخلك تتهاوى ، وأكاد أسمع صوت سقوطها !

 

ستراني منشغلة بتفاصيل حياتي

وستعتقد عدم اهتمامي

وأني لا أسمعك

سيخيل لك عقلك أني بعيدة جداً 

لكني ياصديقي مهتمة

ومهتمة جداً

أقسم لك أني كذلك

سأبكي طويلاً وأنا أرى معالم الوجع في روحك 

سأصلي كي تكون بخير

سأسترجع كلماتك حرفياً قبل أن أنام

وكأنها شريط لايتوقف عن الدوران

سأحزن بعمق 

لكني لن أخبرك

سأسرح في فكرة أن أجعلك تبتسم مجدداً

سأستعين بالعم " جوجل " كي أجد طريقة لإخراجك من حالتك 

سأستغل كل من أعرفهم كي يبحثوا لي عن فكرة مختلفة،تجعل روحك تنفجر سعادة  


سأفعل كل ذلك وأكثر 

لكن لا تكتئب ياصديقي 

فقلبي يهتم جداً 


رغم أنه لن يخبرك يوماً كم يتوجع لألمك و يهتم ! 

 

 

 

تونس المحروقي 

٥ أغسطس ٢٠١٧

الثامنة مساءً بتوقيت مسقط 

فوق أرجوحة القراءة في المنزل. 

No comments:

Post a Comment

من شرفة محطة الرمل !

من شرفة محطة الرمل . تونس المحروقي إهداء إلى : • الفتاة التي كانت تبيع حقائب الأجهزة الإلكترونية في محل متواضع ...