الرسالة الأولى
هي : مرحباً ، لقد شاهدتك اليوم بالصدفة في " ...." وتذكرت أنه قد مر وقت طويل جداً منذ آخر مرة توقعت رؤيتك بحسب موعد سابق بيننا، لكنك لم تحضر،ولم تعتذر يومها ، ولم تبرر بعدها !اتذكر أني يومها بكيت !! كنت ساذجة ، أعرف ، لكن ماذا عنك ؟ كتبت عنك كثيراً بعدها ، قلت لك في دفتر مذكراتي الذي لا يفارقني إلا للنوم " في كل مرة تعد شخصاً ثم لا تفي بوعدك ، تذكر أنه قد يكتب شيئاً عنك حتى لو كان لا يجيد الكتابة كما ينبغي ، ستكون ملهماً له ، بكاء ذلك الآخر خلفك ، وعدم اعتذارك سيدفعه لكتابة ذلك النوع الأسود من الكتابة ، هل تعرفه ؟ لا اعتقد أنك جربته !! أن تكتب لأن داخلك متوجع جداً ولا تعرف من تخبر بوجعك !
ستعدهم وتخلف وعدك وستذهب لتنام دون أن تشعر بتأنيب ضمير و ذلك الآخر توجعه كرامته التي أهدرتها ، لكن من يهتم ، المهم أن تكون أنت بخير ، أما هو ومشاعره وانشغاله بك وجرحه منك ليس مهماً على الإطلاق ! "
هو : لا رد
الرسالة الثانية : بعد مرور ٥ شهور على الرسالة الأولى
هي :شاهدتك قبل قليل في " ..." كنت تلبس نظارة غير لائقة على وجهك وكأنك استعرتها من جد صديقك ، هي تظهرك أكبر ب ٢٠ عاماً وشهرين تقريباً ، لماذا شهرين ؟ لا أعرف ، هكذا شعرت عندما رأيتها على وجهك !! رأيتك قبلها مراراً بدونها ، هل تعتقد أنها تظهرك أكثر نضجاً وحكمة ؟! لا . هي لا تسدي لك هذه الخدمة أبداًً، هي فقط تظهرك وكأنك في منتصف الخمسين، أوبداية الستين تتلمس عيناك طريقهما للحروف، ولاتجدهما،أرجوك لا تلبس هذه النظارة عندما تقرأ رسائلي !!
هو : لا رد
الرسالة الثالثة : بعد شهر من الرسالة الثانية.
صباح الخير يا صاحب الظل الطويل ، نعم أحب أن أطلق عليك هذا الاسم ، الليلة الماضية رأيتك في منامي بشكل متكرر ، كلما صحوت ورجعت للنوم رأيتك كنت في حلمي أطلق عليك صاحب الظل الطويل ،هل تراك كنت مقيماً في لا وعيّ !! أعجبتني لا وعيّ بدأت أتحدث وكأني مثقفة مثلك ، أفهم في الوعي واللا وعي ، لا بأس في ذلك على أية حال، عموماً أنا تروق لي فكرة أن يكون لدي شخص يقرأ لي ولا يجيب ، شاهدت هذه الفكرة في أحد مسلسلات الرسوم المتحركة في طفولتي ومن يومها وأنا أبحث عن ذلك الشخص الذي يمكن أن يقوم بهذا الدور في حياتي ويبدو أنني وجدته !!
هو : لا رد
هي : تواصل الثرثرة ، تحكي عن حياتها وما استجد فيها ، تخبره عن يومياتها وقصص تضحكها ، وغرائب بشر تدهشها وهو يقرأ ويبتسم ويفتقد غيابها بصمت عندما لاترسل يومياتها لأيام لكنه لا ينطق ، لا تلمحه إلا ليختفي ، وكأنه ليس إلا صاحب ظل طويل جداً يمر سريعاً لينمحي !
تونس المحروقي
No comments:
Post a Comment