Tuesday, 2 May 2017

رسائل إلى صاحب الظل الطويل !!


  



الرسالة الأولى


هي :  مرحباً ، لقد شاهدتك اليوم بالصدفة في " ...." وتذكرت أنه قد مر وقت طويل جداً منذ آخر مرة توقعت رؤيتك بحسب موعد سابق بيننا، لكنك لم تحضر،ولم تعتذر يومها ، ولم تبرر بعدها !اتذكر أني يومها بكيت  !! كنت ساذجة ، أعرف ، لكن ماذا عنك ؟  كتبت عنك كثيراً بعدها  ، قلت لك في دفتر مذكراتي الذي لا يفارقني إلا للنوم " في كل مرة تعد شخصاً ثم لا تفي بوعدك ، تذكر أنه قد يكتب شيئاً عنك حتى لو كان لا يجيد الكتابة كما ينبغي ، ستكون ملهماً له ، بكاء ذلك الآخر خلفك ، وعدم اعتذارك سيدفعه لكتابة ذلك النوع الأسود من الكتابة ، هل تعرفه ؟ لا اعتقد أنك جربته !! أن تكتب لأن داخلك متوجع جداً ولا تعرف من تخبر بوجعك !

ستعدهم وتخلف وعدك وستذهب لتنام دون أن تشعر بتأنيب ضمير و ذلك الآخر توجعه كرامته التي أهدرتها ، لكن من يهتم ، المهم أن   تكون أنت بخير ، أما هو ومشاعره وانشغاله بك وجرحه منك ليس مهماً على الإطلاق ! " 



هو : لا رد 



الرسالة الثانية : بعد مرور ٥ شهور على الرسالة الأولى


هي :شاهدتك قبل قليل في " ..." كنت تلبس نظارة غير لائقة على وجهك وكأنك استعرتها من جد صديقك ، هي تظهرك أكبر ب ٢٠ عاماً وشهرين تقريباً ، لماذا شهرين ؟  لا أعرف ، هكذا شعرت عندما رأيتها على وجهك !! رأيتك قبلها مراراً بدونها ، هل تعتقد أنها تظهرك أكثر نضجاً وحكمة ؟! لا . هي لا تسدي لك هذه الخدمة أبداًً، هي فقط تظهرك وكأنك في منتصف الخمسين، أوبداية الستين تتلمس عيناك طريقهما للحروف، ولاتجدهما،أرجوك لا تلبس هذه النظارة عندما تقرأ رسائلي !!



هو : لا رد


الرسالة الثالثة : بعد شهر من الرسالة الثانية


صباح الخير يا صاحب الظل الطويل  ، نعم أحب أن أطلق عليك هذا الاسم ، الليلة الماضية رأيتك في منامي بشكل متكرر ، كلما صحوت ورجعت للنوم رأيتك كنت في حلمي أطلق عليك صاحب الظل الطويل ،هل تراك كنت مقيماً في لا وعيّ !! أعجبتني لا وعيّ بدأت أتحدث وكأني مثقفة مثلك ، أفهم في الوعي واللا وعي ، لا بأس في ذلك على أية حال، عموماً أنا تروق لي فكرة أن يكون لدي شخص يقرأ لي ولا يجيب ، شاهدت هذه الفكرة في أحد مسلسلات الرسوم المتحركة في طفولتي ومن يومها وأنا أبحث عن ذلك الشخص الذي يمكن أن يقوم بهذا الدور في حياتي ويبدو أنني وجدته !!


هو : لا رد 



هي : تواصل الثرثرة ، تحكي عن حياتها وما استجد فيها ، تخبره عن يومياتها وقصص تضحكها ، وغرائب بشر تدهشها وهو يقرأ ويبتسم ويفتقد غيابها بصمت عندما لاترسل يومياتها لأيام لكنه لا ينطق ، لا تلمحه إلا ليختفي ، وكأنه ليس إلا صاحب ظل طويل جداً يمر سريعاً لينمحي !



تونس المحروقي












No comments:

Post a Comment

من شرفة محطة الرمل !

من شرفة محطة الرمل . تونس المحروقي إهداء إلى : • الفتاة التي كانت تبيع حقائب الأجهزة الإلكترونية في محل متواضع ...