Saturday, 19 March 2016

إلى حمقاء أفشت لي بسرها يوماً !!


 

تجدين نفسك أحياناً محطة قصيرة  في حياة من تحبين ، يتذكرك دقائق في اليوم ، بينما يبدل أدواره في الحياة، حين مثلاً يخرج من جو العمل للحظات الراحة ، أو قبل دخوله في غيبوبة النوم، أو قبل  بدئه في امتحان مهم يحدد قادم سنواته .

وقد تجدين نفسك أيضاً مستسلمة لرغبتك في البقاء في عالمه بداعي الحب الذي تشعرين به تجاهه ، وبداعي حبك ذلك ، يتوقع منك هذا الذي تحبينه أن تقضي يومك منتظرة لهذه الدقائق التي يمن بها عليك ، وأن تفرغي برنامجك اليومي من أي ارتباط كي تكونين على استعداد لحديثه الهامس بالحب والمغدق بالمشاعر قبل أن ينصرف بعد دقائق دون أن تعرفين له وجهة !!

رجل  تعرفين تماماً أنه لا يرغب في الزواج منك ،معللاً  ذلك بأنه التقاك متأخراً ، وأن حياته الحالية ستصاب بربكة لو دخلتِها كزوجة وأن السلم كل السلم في أن تظلي حبيبته القريبة جداً كما يقول ! وينسى تماماً أن لحبه الذي يدعيه واجبات في أن يشعرك بالأمان ، لا أن يعلق مشاعرك بخيوط عنكبوت !!

رجل يفضل أن يبقيك سراً في حياته، حتى في اسمك المخزن في هاتفه ، يقسم لك في كل مرة أنه يحبك ثم يعرف أن هنالك من يرغب في الزواج منك ولا يتوقف كثيراً عند الأمر وينهي مكالمته معك وكأنك أخبرتيه عن واحدة آخرى ستتزوج وليس أنت التي يقسم لها صباحاً ومساءً أنه يحبّها !

رجل تبكين أمامه ويعرف حجم توجعك من كونك بلا صفة رسمية في حياته ، فلا يلتفت كثيرا لتعلقك الواضح في دموعك ، ويمضي لينام ويعود ليرسل لك في اليوم الثاني : صباح الخير حبيبتي ، وكأنه لم تكن هنالك دموع ، ولا وجع وكأنه لا يعرف أنك سهرت طول الليل متألمة من غربة شعورك.

 

 تؤكدين صحة  كل ذلك لنفسك كلما التقينا وأمعنت في لومك ، ومع ذلك تسمعين كلماتي وأنت محضرة أسباب دفاعك عن نفسك ، ثم لا تلبثين في اليوم التالي أن تكرسي يومك في تخيل شكل محادثتك القادمة معه ، مهملة عامدة متعمدة كل مالديك من مشاوير وتفاصيل حياة ، انتظاراً لاتصاله الذي قد لا يأتي يومها.

 

حمقاء أنت عندما تتركين حياتك كلها من أجل دقائق عابرة يمنحها لك عندما يقرر هو ذلك ، وأكثر حماقة أنت حين تقبلين قبلها أن تكوني هذه المحطة العابرة في حياة من تحبين !! أما حب كامل أو لا شيء مطلقاً !!

 

أقول ذلك لك  وأنا أدرك تماماً ، إن للحب حسابات مختلفة آخرى لا تخضع لمنطق العقل وأسباب الكرامة ، لذا أراك تمضين باشتياق وتواصلين التنازل ولا أملك لك شيئاً حتى النصيحة !!

 

 

 

تونس المحروقي

 

١٨ مارس ٢٠١٦ 

 

نصيحة : لا تخبر تفاصيل حياتك لكاتب حتى لا تجد نفسك يوماً، بطلاً أو أحمقاً في سطوره !

 

1 comment:

  1. "حمقاء أنت عندما تتركين حياتك كلها من أجل دقائق عابرة يمنحها لك عندما يقرر هو ذلك ، وأكثر حماقة أنت حين تقبلين قبلها أن تكوني هذه المحطة العابرة في حياة من تحبين !! أما حب كامل أو لا شيء مطلقاً !!"

    Wonderful!
    Keep it up.

    ReplyDelete

من شرفة محطة الرمل !

من شرفة محطة الرمل . تونس المحروقي إهداء إلى : • الفتاة التي كانت تبيع حقائب الأجهزة الإلكترونية في محل متواضع ...