هل سبق لك أن التقيت أحدهم صدفة في طريقك لموعد مهم ، وجعلت منك تلك اللحظة غير المنتظرة تنسى موعدك بل وتهمل اللحاق به ؟
هل التقيت يوماً شخصاً شعرت وأنت تحدثه أنك ترغب في سؤاله عن كل تفاصيل حياته التي سبقت معرفتك به ؟ وأنه رغم انشغالك الذي يجمع عليه الجميع ، ترغب في أن تمنح عمرك القادم كله للاستماع إليه ، ولا شيء غير ذلك!!
هل شعرت بذلك الشعور القريب الذي يربطك بأحدهم ، والذي لا ترغب في أن تصارح به أحد ، حتى نفسك ، ولا ترغب في أن تحلله أو أن تعرف مساره ؟ ذلك الشعور الذي يجعلك تبتسم كلما تذكرته
هل جربت أن تخاف من القرب وتخشى من البعد ،وأن تبقي مشاعرك معلقة يبهجها اقتراب عابر قد لا يكون مقصوداً ، ويبكيها ابتعاد منهم قد لا يبرر؟ !
هل صحوت من نومك وفي فمك ابتسامة لا تعرف مصدرها ، وعدت للنوم كملاك لا يشغله شيء في الحياة غير ذلك الشعور الذي يملأ قلبه ؟
هل أحببت وأنت تدرك أن لا سبيل لذلك القلب ؟ هل امتلأت من الداخل وذلك الذي تحب لا يعلم عنك ، ولا يراك وأن عبر من جنبك وإن حدثك أو تعامل معك كثيراً؟
هل لمعت عيناك بحب ولم يطفئهما أن لا أحد يعلم بذلك الحب غيرك ؟
هل حدث لك شيئاً من ذلك من قبل ؟!
إذاً مبارك لقلبك الجميل أنه مازال يشعر بالحياة ويتنفس الحب ويستمتع بأحاسيسه منفرداً دون أن يرغب أو يطمح في أن يصارح ذلك الآخر -غير المنتبه - بِشَيْء !!
تونس المحروقي